الإعلام المضلل
الإعلام المضلل
الإعلام المضلل.
الاعلام المضلل هو الإعلام الذي يتعمد التضليل وخداع الرأي العام بمعلومات الأخبار الغير صحيحة أو مغلوطة أو مشوهة، بهدف تحقيق مصالح سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو دينية معينة. ويسعى لتدمير العقول والأخلاق يستخدم أساليب متعددة للتأثير على الوعي والمواقف والسلوكيات لدى الجمهور، مثل الاستغلال العاطفي، والتلاعب بالحقائق، والتشويه والتشهير، والترويج للشائعات والنظريات المؤامرة، والاستناد إلى مصادر غير موثوقة أو مجهولة.
يعتبر الاعلام المضلل ليس ظاهرة جديدة، فقد كان موجوداً منذ زمن بعيد في التاريخ البشري، ولكنه ازداد انتشاراً وتأثيراً في العصر الحديث، بشكل كبير بفضل التطور التكنولوجي والاتصالي، والذي مكن من توسيع نطاق وسرعة وتنوع وسائل الاعلام، وزيادة حجم وتنوع المعلومات المتاحة، وتسهيل إمكانية الوصول إليها والمشاركة فيها. وهذا يعني أن الرأي العام أصبح أكثر تعرضاً وتأثراً بالإعلام المضلل، وأقل قدرة على التمييز والتحقق والنقد.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل ما هو الاعلام المضلل وكيفية مواجهته. ونأمل أن يساهم هذا المقال في رفع مستوى الوعي والحذر لدى الجمهور من خطر الإعلام المضلل، وفي تعزيز دُور الإعلام الصادق والمنصف في خدمة المجتمع والإنسانية.
مفهوم الإعلام المضلل.
الإعلام هو وسيلة لنقل المعلومات ونشر الاخبار والآراء إلى الجمهور المستهدف، ويمكن أن يكون مصدراً للتثقيف والتوعية والترفيه. ولكن ماذا إذا كان الإعلام يُستخدم لنشر الأكاذيب والتحريف والتضليل؟ ما هي الدوافع والآثار والمواجهة لهذا النوع من الإعلام؟
دور الإعلام المضلل.
توجيه الإعلام المضلل للمصطلح السياسي واستخدامه في التأثير على الجمهور خلال الحرب على سورية” هو العنوان الرئيسي للندوة التي أقامها اتحاد الكتاب العرب خلال الحرب حيث. أكد أحد أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين بأن للأعلام المُضلل دوراً كبيرا في تأثيره على الجمهور مع خطاب الكراهية في زيادة وتيرة الصراع المحلي، وخلال عشر سنوات استخدم الكثير من مصطلحات إعلام مُضلل كانت في العرَاق، مثل الشرق الأوسط الجديد، ثورة الربيع العربي، لذلك من الضروري توخي الدقة في استخدام المصطلحات.
الإعلام المضلل يعتمد على الكذب، ويشكل خطراً كبيراً على المجتمعات والأفراد، فهو يهدد الديمقراطية والحقوق والحريات، ويزرع الفتنة والتطرف والعنف، ويقوض الثقة والتعاون والتضامن، ويضعف العقل والعلم والمنطق. لذلك، يجب مُواجهة الإعلام المضلل بكل الوسائل الممكنة، ومنها:
· ورشة تثقيفية عن الاعلام المضلل لرفع مستوى الوعي والتثقيف الإعلاَمي لدى الجمهور، وتعزيز مهارات القراءة النقدية والتحليلية والمقارنة للمعلومات.
· تطوير آليات ومعايير وقوانين لضمان مصداقية ومهنية ومسؤولية وسائل الإعلام، ومحاسبة المخالفين والمنتهكين.
· دعم وتشجيع الإعلام المستقل والموضوعي والمتوازن والمتنوع، والذي يحترم الحقيقة والقيم والمصلحة العامة.
· تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية بمكافحة الإعلام المضلل، مثل الحكومات والمنظمات، والأكاديميين والناشطين والمواطنين.
مواجهة الاعلام المضلل.
مواجهة الاعلام المضلل هي مهمة صعبة ومعقدة تتطلب جهودا مشتركة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والصحفيين والباحثين والمستخدمين في مواجهة الاعلام المضلل. وفقا لتقرير الأمين العَام للأمم المتحدة²، لذلك، يجب تعزيز دور الاعلام في مُواجهة تضليل الجمهور باتخاذ عدة تدابير وإجراءات، منها:
· حماية وتعزيز حرية التعبير وحق الحصول على المعلومات والتماسها وتلقيها ونقلها، وفقا للمعايير الدولية لحقوق الإنسَان.
· تعزيز الدراية الرقمية والإعلامية لتمكين الناس من تحديد وتقييم وتبديد وفضح المعلومات المضللة والمغلوطة والمزيفة.
· دعم وتمويل الصحافة المستقلة والمهنية والمسؤولة والمتنوعة والشفافة، وتوفير الحماية اللازمة للصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسَان.
· تعزيز الحوار والتفاهم والتسامح والتعايش السلمي بين مختلف الجماعات والثقافات والأديان والمعتقدات.
· تطوير وتطبيق آليات ومعايير وقواعد ذاتية للمنظمات والمؤسسات والشركات التي تدير وتوزع وتنشر المحتوى عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بما يحترم حقوق الإنسان والقانون الدولي.
· تعزيز التَعاون والتنسيق والتبادل بين الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأكاديمي والباحثين والمستخدمين في مجال مكافحة التَضليل الإعلاَمي.
أمثلة الإعلام المضلل.
الاحتلال الغربي للعراق هو أكبر عمليات الكذب والتضليل الإعلامي في التاريخ، عندما زعموا بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وذلك من أجل الهجوم عليها وتبين بعد ذلك أنها كذب وتضليل، واستمر العالم في هذه الكذبة حتى الان، والمضلل الاعلامي يتمتع بثمر تضليله وكذبه فى تزييف الحقائق ويحترف ويجتهد، دون حسيب ولا رقيب. كما تواجه مصر أيضا حملات غير مسبوقة من التضليل والمحتوى الإعلامي الذي يستهدف التلاعب بعزيمة المصريين، وبلبلتهم، ومحاولة السيطرة على الوعي، وتوجيه السلوك، ، وهدم المجتمع.
النصائح والإرشادات في مواجهة الاعلام المضلل التي يمكنك اتباعها :
· تحقق دائما من مصدر المعلومة ومن صحتها ومن مدى موثوقيتها ومصداقيتها. لا تثق بكل ما تراه أو تسمعه أو تقرأه على الانترنت أو وسائل الإعلَام دون التحقق منه.
· تجنب نشر أو مشاركة أو تعليق على المعلومات المضللة، أو المغلوطة، أو المزيفة، أو التي لا تمت للحقيقة بصلة. إذا وجدت مثل هذه المعلومات، فحاول تصحيحها أو نفيها أو إبلاغ عنها.
· ابحث عن مصادر متعددة ومتنوعة ومحايدة وموثوقة للحصول على المعلومات والأخبار. لا تعتمد على مصدر واحد أو على وسيلة إعلام واحدة مفبركة أو على منصة تواصل اجتماعي واحدة.
· كن حريصا على التمييز بين الحقائق والآراء والتحليلات والتعليقات والتكهنات والإشاعات والدعاية والخطاب الكَراهية. لا تقبل كل ما يقال أو يكتب أو ينشر على أنه حقيقة مطلقة أو نهائية.
· كن منفتحا ومستعدا لسماع وقراءة وفهم واحترام وسائل الإعلام والمعلومات والآراء والمواقف المختلفة عن تلك التي تتبناها أو تؤمن بها. لا تغلق عقلك أو قلبك أو أذنيك على ما يخالفك أو يناقضك.
خلاصة الأمر اننا نعترف بالوجود مع واقع إعلامي مضلل misleading يعمل على تشويه القضايا الحقيقية بلا ضمير
عدد المشاهدات